انتشر مصطلح "حالوتسيم" بشكل كبير على المهاجرين الأوائل لفلسطين، ثم وضع المؤرخون العديد من المعاني والتفاسير لهذا المصطلح ..
التعريف بمصطلح "حالوتسيم"
الحالوتسيم هي كلمة عبرية تعني (رواد) أو (طلائع) مفردها حالوتس. يطلق هذا المصطلح في الكتابات الصهيونية علي الشخص الذي يهاجر إلي فلسطين، ويستوطن فيها ويكرس نفسه لبناء مستوطنات صهيونية.أطلق المؤرخون الصهيانية هذه التسمية علي تيار من مهاجري الهجرة الثانية (1904-1914) من الشباب الصهيانية المتحمسين الذين جاءوا إلي فلسطين بهدف العمل في الزراعة بالمستعمرات الصهيونية.
اما الفلسطنيون العرب فقد أطلقوا عليها اسم (المسكوب) أي الوافدون من موسكو.
كان العديد من هؤلاء الشباب المهاجرين أعضاء في جماعات ثورية روسية، وقد تأثروا بالأفكار الاشتراكية التي كانت مألوفة في أوساط المنظمات السياسية المختلفة في روسيا.
دوافع تكوين هذا التيار
ترجع دوافع تكوين هذا التيار إلي أحداث 1905 في روسيا، والإضطرابات التي حدثت ضد اليهود، وخيبة الأمل والخزي الذي شعر به الكثير من الشباب اليهودي في حل مشكلة اليهود في المهجر.افترض المؤرخون الصهاينة أن الحالوتس هو شخص تتجسد فيه عوامل مشتركة، وتم تقسيم الحالوتسيم إلي ثلاثة عناصر
- التضحية بالذات: وتعني أن هذا الشخص علي استعداد تام لحرمان نفسه من موارد الحياة ويعيش حياة الزاهد الناسك، وهذا الحرمان ليس من أجل الحرمان نفسه ولكن من أجل القيام بواجب الجماعة.
- الشخص الذي يهتم بالأعمال الزراعية أو الأعمال اليدوية، فهو المسئول عن خلق انسان يهودي جديد عن طريق العمل الجسماني.
- احياء اللغة والثقافة العبريتين ويرتبط هذا العنصر بالتركيز علي المساهمة الفعالة في أوجه النشاط الاجتماعي. وتعتبر هذه العناصر الثلاثة هي التي هيأت الجوانب الديناميكية لصورة الرائد.
مناهج الحالوتسيم
دعا الحالوتسيم إلي رفض حياة اليهود في الشتات، ورفض اندماج اليهود في المجتمعات، والتمسك بفكرة العمل الذاتي وبعودة يهود العالم إلي فلسطين.
أهداف الحالوتسيم
كانت أهداف الحالوتسيم تتلخص في أرض عبرية، وعمل عبري، ولغة عبرية.وقد ساهم الحالوتسيم في ظهور فكرة الحراسة الذاتية للمستعمرات الصهيونية في فلسطين، وتعتبر هذه الفكرة هي أساس المنظمات العسكرية الصهيونية، التي نشأت في فلسطين بداية من منظمة (هاشومير 1909) ومنظمة (الهاجاناه 1921)، وغيرها من المنظمات العسكرية التي انبثق منها جيش الاحتلال عام 1948.
كتبت: نعمة الله مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق