موقع ترجمات عبرية من الصحف الإسرائيلية
نعمة الله مصطفى الهمشري

آخر المواضيع

الجمعة، 10 مارس 2023

الجمعة، 3 مارس 2023

مارس 03, 2023

العلاقات التوكسيك وتأثيرها على الفرد!


التوكسيك هو طوفان الخطر


ربما تكون سمعت بهذا اللفظ من قبل ولا تدري ما هو معناه، خاصة أن منتشر بشكل كبير بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي، فنجد البعض يحذر من العلاقات التوكسيك ونجد آخرين يصفون أنفسهم بهذا الوصف! 

فماذا يعني شخص توكسيك؟ وما هي صفاته وكيف نتعامل معه؟ وهل يجب الحذر منه؟ أم هي صفة جيدة يمكن أن نصف أنفسنا بها؟ 

سنتعرف في هذا المقال عن كل ما يخص هذه الكلمة.  


ما المقصود بكلمة توكسيك؟ 

كلمة توكسيك هي كلمة أجنبية وتعني سام وهي تدل على الشخص دائم الأذى كالحية التي تطلق سمها على غيرها فتجعل حياته جحيم لا تطاق، وتطلق كلمة توكسيك أيضا على العلاقات الغير سوية والتي تجعل من أصحابها مرضى نفسيين، بسبب كم الأذى والقسوة التي تبنى عليها هذه العلاقات. 

الشخص التوكسيك أو السام هو الذي يتعمد أذية غيره دون سببًا واضحًا، فيجعله دائما في حيرة من أمره، كما يجعله يعتقد دائما أنه مذنب، ويحتاج الدفاع عن نفسه وتبرير مواقفه بصورة مستمرة. 

للأسف يوجد الكثير من الأشخاص التوكسيك في حياتنا، فلا يشترط أن يكون هذا الشخص شريك في علاقة حب، ولكن يمكن أن يكون التوكسيك واحد من العائلة كالأب أو الأم أو الأخت أو الصديق أو الصديقة أو أي شخص يمكننا التعامل معه بصورة قريبة ودائمة، حتى أنه يمكن أن يكون مديرك في العمل. 

هذا الشخص في الغالب يكون لديه بعض العقد النفسية لا يمكنه أن يعالجها  ولا يعترف بها فيضطر إلى إللقاء اللوم والأذى على غيره من أطراف ضعيفة لكي يشعر بالإرتياح ويزيل التهم عن نفسه.


مواصفات الشخص التوكسيك 

يجب أن تعرف بالتفصيل ما هي صفات الشخص التوكسيك لكي تحاول الإبتعاد عنه فورًا أو على الأقل تتعلم كيفية التعامل معه لكي لا يصيبك أذاه. 

هناك بعض الصفات التي يشترك فيها الأشخاص التوكسيك وهي: 

في الغالب يكون شخص نرجسي وأناني يحب نفسه بصورة مريضة. 

هو الشخص الذي يحاول التقليل دائمًا من الآخرين ومن مجهودهم وقدراتهم وتعبهم. 

ليس له وجهة نظر محددة فهو دائما يغير وجهة نظره حسب أهوائه الشخصية. 

لا يعتذر لأنه يرى أنه لا يخطئ أبدًا. 

لا يمكنك مناقشته في أي موضوع لأنه يعتقد أن رأيه هو الأفضل، وكل الآراء بالنسبة له لا ضرورة لها. 

لا يقبل النقد بأي شكل ولكنه ينتقد غيره دائمًا. 

يلعب دور الضحية ويحاول جذب انتباه الناس إليه بمشاعره المزيفة. 

يتلاعب بأي شخص حتى يصل إلى مراده، فهو لا يفكر في مشاعر أحد إلا نفسه. 

يبالغ في أي قصة يرويها عن نفسه فهو يرى في المبالغة الغير مقبولة طريقة جيدة لإقناع الناس بكذبه.  

يكثر من التذمر والشكوى والنميمة وذكر الغير بصفات سيئة فهو دائما في محل اضطهاد من الجميع ويحتاج إلى دعم ولكنه لا يدعم أحد. 

يضعك دائما في محل اختيار بينه وبين غيره من أشخاص أو أماكن فإما أن تكون معه أو تختار شيئا آخر دونه وبالتالي سؤثر ذلك على علاقتكم. 

يُبدع في ممارسة الصمت العقابي -الذي يُعد من أسؤأ أنواع الإيذاء العاطفي- في أشد الأوقات التي تحتاج فيها إلى الكلام معه، وربما يختفي من حياتك فجأة ثم يعود وقتما يريد. 


كيف يمكنني التعامل مع الشخص التوكسيك؟ 

يتسأل الكثيرون عن كيفية التعامل مع هذه الأشخاص خاصة أنهم أصبحوا الغالبية العظمي في المجتمع، فإن لم تجد في منزلك واحد منهم ستجده بين أصدقائك المقربين أو بين أفراد العمل، لذا يجب أن تعرف كيف تتعامل معهم بشكل سليم لكي لا يصيبك أذاهم.. 

التجاهل هو أهم طريقة للتعامل مع التوكسيك، لأنه يعتقد أنه مركز الكون ولا يمكن تجاهله.  

كُف عن محاولاتك المتسميته لإرضاه فهو لن يرضى عنك. 

تصرف بطبيعتك ولا تحاول تبرير أفعالك التلقائية له. 

لا تنتظر منه دعم أو تشجيع، واستمر بتشجيع نفسك.

تعلم أن تقول "لا" ولا توافق على كل متطلباته وأوامره التي يمكن أن تنهك قواك ونفسيتك. 

ضع حدود لنفسك ولا تجعل أي شخص يتخطها لأن التوكسيك يرى أنه لا حدود له في أي تعامل.

لا تجعله يتلاعب بك، فأنت لست مدين له بأي شيء. 

لا تبحث عن تفسير لأفعاله الغير مستقرة ومشاعره المتقلبة دائما. 

حاول ألا تجعل آرائه عن الغير تؤثر عليك بأي شكل من الأشكال. 

تذكر أن مصلحتك وصحتك النفسية أهم من أي علاقة تؤذيك. 


هل يجب الحذر من الشخص التوكسيك

بالطبع يجب عليك الحذر كل الحذر من الأشخاص الذين يتمتعون بهذه الصفات السامة؛ لأنهم ببساطة سيحولون حياتك إلى كابوس لا ينتهي، ستشعر بحزن دائم ومرارة ليس لها سبب، كما أنك ستظل في إللقاء اللوم على نفسك، وستفكر في الكثير من الطرق لكي تحاول إرضائهم في حين أنك لم تخطئ بالمرة!

هؤلاء الأشخاص سواء أكانوا أقاربك من الدرجة الأولى أو زملائك في العمل يجب أن تبتعد عنهم بقدار كافٍ حتى لا يُصيبك عدواهم وتصبح مثلهم في يوم من الأيام، وتؤذي غيرك دون أن تدري. 

الشخص الذي يضعك في خانة مؤقته وفقًا لأهواه الشخصية هو مريض لا مفر من الإعتراف بذلك. 


هل توكسيك صفة جيدة

على العكس تمامًا، فهي صفة أكثر من سيئة لذا سميت سامة والسم عندما يدخل الجسم لا يخرج منه إلا بتركه جثة هامدة، فإحذر كل الحذر من هذه الصفة ولا تستهون بها، فهي ليست مجال للهزار أو السخرية، لكنها مرض عضال، تؤثر عليك وعلى مجتمع بأكمله وتلقيه إلى الحضيض. 


كيف أتخلص من العلاقة التوكسيك

للأسف الشديد في غالب الأحيان ندرك أننا نعيش في قصة حب توكسيك كاملة الأركان لكننا لا نستطيع أن نتخلص منها، وأحيانا أخرى نتعامل مع أقارب أو أصدقاء عمل بدرجة قريبة ويكون غالبهم من هذا النوع التوكسيك ومضطرون للتعامل معهم بشكل يومي، فنظل نلوم أنفسنا ونحزن ولا نستطيع التكييف، فما الحل؟ 

الحل ليس بسيطًا، فأتفق معاك تمامًا بأن المجتمع أصبح محاط بهؤلاء الأشخاص ولكن يبقى لكل مشكلة حل، فإذا كان هذا التوكسيك طرف في علاقة حب فجاهد نفسك على الإبتعاد عنه؛ لأنه لا جدوى منه، فلا تفكر أنه يمكنك إصلاح هذا الشخص فطباعه السيئة هي التي ستؤثر عليك ولست أنت من سيصلحه إلى شخص أفضل كما تعتقد.

 أُدرك تماما أن الوضع ليس بهين ولكن جرب وحاول مرارًا وخطط لنفسك حتى لو اضطررت أن تنظم جدول يومي لكي تبعتد عنه دون أن تشعر بوجع أليم. 

حاول بقدر الإمكان تقليل التواصل معه، وعدم التركيز في كلامه ونقاشته، وأخذها على محمل الجد. 

إذا استطعت أن ترحل وتترك هذه العلاقات السامة فلا تفكر مرتين، فالطبع سيكون الأمر مؤلم في حينها خاصة إذا كان الشخص التوكسيك طرف في علاقة حب، لكنك ستدرك مؤخرًا أنك نجوت بنفسك من طوفان الضياع.

وإذا كان هذا التوكسيك من أفراد العائلة من الدرجة الأولى حاول قدر الإمكان أن تجعل تعاملك معه مقتصرًا على الأمور المشتركة بينكم كالأكل والتسوق ولا تدخل معه في نقاشات، لا فائدة منها. 

وإذا كان التوكسيك من زملائك في العمل أو مديرك فحاول ألا تعارضه الرأي وأتمم عملك على أكمل وجه لكي لا تترك له مساحة لإنتقاضك والتقليل من شأنك، وحاول ألا تستمتع إلى شكواه وحياته الشخصية، اذهب إلى عملك في وقت المحددة وانجز مهامك، وعند انتهاك من أداء كل متطلباتك، ارجع بيتك سريعا، واترك كل ما يخصه في مكان العمل، ولا تحاول التواصل معه خارج هذا الإطار. 

وتذكر دائما حياتك النفسية ستؤثر على حياتك الجسدية ولن يهتم أحد بما تعانيه إذا ظللت تركض وراء مجتمع كهذا، مليء بالتوكسيك، فإنج بنفسك فقد هلك الكثيرون.


كتبت: نعمة الله مصطفى



نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *