نشأتها :
ولدت "جولدا" في الثالث من مايو لعام 1898 لأبوين يهوديين في روسيا، كان والدها نجارا بسيطا, إضطر للسفر إلي أمريكا للبحث عن عمل، واستدعي بعدها أسرته للإقامة معه في مدينة "ميلواكي" .
وهناك إلتحقت مائير بإحدي المدارس الإبتدائية وكانت دراستها في المرحلة الثانوية كذلك في نفس المدينة، وفي هذا الوقت بدأت تظهر علي مائير ملامح وعلامات الدهاء والخبث، ونجحت في جعل زميلاتها يلتففن حولها ويجعلن منها مستشارتهن الشخصية.
حياتها الشخصية :
عملت مائير في التدريس وأثناء هذه الفترة إنضمت إلي الجماعات الصهيونية النشطة، وخلال عملها مع تلك الجماعات تعرفت علي "موريس ميرسون" الذي كان أحد الأعضاء البارزين في تلك الحركة .في عام 1917 تم زواجهما وكانت العلاقة بينهما تكاملية، فهو يسعي إلي التنظير والتقعيد بينما هي تسعي إلي إحياء هذه النظريات علي أرض الواقع .
كان "موريس" ينقاد غالبا إليها، وقد إستطاعت من خلال شخصيتها المتسلطة إقناعه بترك كل شئ في أمريكا والسفر إلي فلسطين برغم رؤيته بعدم جدوي السفر .
أنجبت ولدا وبنتا وطوعت حياتهما للسير معاها في ركاب دعوتها الصهيونية، فكانت تري أنها ليست أما عادية والأولي من مكوثها بجوار أطفالها السعي إلي بناء الدولة، وتسببت بذلك في اتساع الفجوة بينها وبين زوجها ولم تعد تمنحه شيئا من وقتها فكان الإنفصال عام 1945 .
وقد كان الإنفصال مبنيا علي قناعات من الطرفين وهي مجموعة توصيات من "جولدا" لزوجها أهمها: أنهما لابد أن يظلا صديقين وأن يعملا سويا لرفعة إسرائيل وتثبيت أركان الدولة .
مناصبها المتعددة :
عملت مائير في مهن متعددة منها إتحاد التجارة ومكتب الخدمة المدنية وذلك كان قبل عملها بالكنيست ...إلتحقت مائير بالكنيست عام 1949 وعملت أيضا كوزيرة للعمل في الفترة ما بين 1949 إلي 1956ثم أصبحت وزيرة للخارجية في 1956 إلي 1966.
سعت لتذليل كل العقبات امام ما تم التخطيط له، بذلت مجهودا في إقناع اليهود الوافدين بإن إقامتهم في أرض فلسطين هي نهائية وجدية، كذلك فقد شجعت أيضا المهاجرين علي تعلم اللغة العبرية وسهلت تملكهم للأراضي .
تسلمت مائير رئاسة الحكومة الإسرائيلية عام 1969 إلي أن قدمت إستقالتها في عام 1974 نظرا للضغوط الداخلية ,والتي تعرّضت لها حكومة التآلف التي ترأّستها وما تخللها من نّزاعات داخلية وإثارة للجدل والتساؤلات في مقدرة حكومتها على القيادة خاصّة بعد الهجوم العربي المباغت وغير المتوقع في حرب أكتوبر واعتبار سياستها الحاقدة والدموية أساس الهزيمة .
أفكارها الدموية المتطرفة :
علي الرغم من حماسها الشديدة لمشروع صهينة فلسطين والمساعدة الدؤوبة لإنشاء الوطن البديل، الإ إن كثيرا ناصبوها العداء لشدة تطرفها ودمويتها،، فقد كانت من دعاة إبادة الفلسطينيين وأعلنت حلمها الشهير ( كل صباح أتمني أن أصحو ولا أجد طفلا فلسطيني واحد علي قيد الحياة ) .وكانت أيضا تدعو إلي قتل الأطفال الفلسطينيين لأنها تعتبرهم (قنابل الغد) وصرحت بأنه لا سبيل لإفساد مفعول تلك القنابل الإ بؤاد هؤلاء الأطفال .
فقد كانت مائير من ألد أعداء السلام مع العرب , فحلمها باقامة دولة إسرائيلية أعمي عينها عما سواه من الحقائق فامنت إيمانا منحرفا واقنعت الكثيرين من اليهود بإن فلسطين لهم وان العرب غير موجوجين أصلا !
وكان الكاتب اليهودي "بوعزابل " الذي كان دائما يطالب بالسلام أحد معارضيها وقد وصفها بأنها "منافقة وتجيد التلون كالحرباء، وأنها امراة متصلبة وفظة، تفتقر للمرونة وتميل للوحشية " .
بينما كان الكاتب "بن جوريون" يعتبر أنها الرجل الوحيد في الحكومة الإسرائيلية !
توفت جولدا عام 1978 عن 80 عاما قضتها في عداء وصراع مع الحق فكانت طوال حياتها تخشي المستقبل وترهب المجهول.
مذكرات جولدا مائير
أشارت مائير في مذكرتها بأنه لا شئ جعلها تكره حياتها سوي حرب أكتوبر 1973 عندما وجدت نفسها امام أعظم تهديد تعرضت له إسرائيل ولم تستطع البكاء لان الخسائر كانت تمزقها ! وذكرت انها كانت تثق بجيشها وقدرته علي منع المصريين من عبور قناة السويس الا ان ما حدث لا يمكن وصفه , فقد أرسلت استغاثة عاجلة من أمريكا تقول "إنقذوا إسرائيل " وبعدها كانت تفضل الموت علي الإعتراف بذلك !كتبت: نعمة الله مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق